بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قلت قاصدا جيش رجال الطريقة النقشبندية: "حمود ي.. تعالى لتتعلم الرجولة"
شبكة البصرة
محمد زيداناسمه أحمد، ويدعونه في البيت"حمودي" وهو في الحادية عشر من عمره. كنت في الصالون مع الأنترنات، بعد أن نزلت شريطا أحدث لجيش رجال الطريقة النقشبندية الأبطال، وشاهدته بتلهف كالعادة، وكررت مشاهدته لعدد من المرات، ناديت: "حمودي..حمودي... تعالى...تعالى...". تخلف بعض الوقت، فألححت عليه "حمودي تعالى...تعالى."، فأسرع إلي وهو يحمل صحن عشائه بيده،... ودعوته بإلحاح : إلى مشاهدة الشريط لتعلم الرجولة...قائلا: هذه هي الرجولة...إنظر إنها الرجولة، وليس غيرهم. أمرته بأن يضع الصحن جانبا، ويركز ذهنه على الرجال الشجعان الذين كانوا يحضرون أحد عشر صاروخا من نوع البينة المطور لرجم إحدى قواعد العدو الأمريكي شمال نينوى.
قلت له مشيرا إلى شعار الجيش: "ما هذا؟ أجاب : إنها خريطة العالم العربي. فقلت له مسنكرا:"..لا.... لا... إنها خريطة الوطن العربي".
"أنظر..إن هؤلاء الرجال أقرب إلى الملائكة....كان يجب أن أقول أنهم ملائكة الرحمن.. لقد قهروا أقوى دولة في تاريخ البشرية. لديها الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وكل الوسائل... لكنهم هزموها شر هزيمة. لم يتلقوا الدعم من أحد لكنهم هزموها وطردوها....
أنظر.. إنهم يلبسون ملابس عادية، فهذا يلبس سروالا رياضيا مثل الذي ألبسه، وذاك يلبس "سروالا عربيا" مثلما نسميه في الجزائر...لكنهم أقوياء جدا وأذكياء... الصواريخ صنعوها بأيديهم... لديهم علماء ومهندسون وتقنيون.إنهم لا يلبسون ملابس استعراضية كما يفعل غيرهم.... إنهم يدافعون عني وعنك". وبعد أن شاهد الشريط مرتين أو أكثر، لعله يتعلم الدرس جيدا من ملائكة الرحمن. قلت: "الآن..إذهب لتنهي طعامك.". ثم ناديت أخته الأصغرمنه: " دعاء...د عاء...تعالي...تعالي..". ردت بلهجة جزائرية: أنا جاية أبي."..أي أنا في طريقي إليك. ثم حضرت، فجعلتها مثل أخيها تشاهد الشريط وتسمع الأنشودة الجميلة والخفيفة. وقلت لها: إنهم ملائكة...إنها المقاومة العراقية...لقد طردوا الأشرارمن البلاد...وأظن أني قلت لها: أنهم سوف يطردون الخونة. وبعد أن شاهدته مرتين إنصرفت إلى حالها.
وأذكر أني كنت أدعوها لمشاهدة أشرطة جيش رجال الطريقة النقشبندية وقتما تتاح لي الفرصة، وأؤكد لها أن رجال المقاومة الوطنية العراقية يحبون الأطفال ويقدمون لهم الهدايا، والغريب في الأمر أنني عندما كنت أقابل بعض مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية ممن أعرفهم كانوا يكرمونها بسخاء. وكنت أقدمهم لها بأنهم مجاهدون ورجال المقاومة وهم الذين طردوا الأشرار من بلادنا، ولولاهم لكان وضعنا سيئا للغاية.. وهي الحقيقة التي لا يذكرها البعض حاليا من أبناء الجزائر.
نعم إن رجال المقاومة الوطنية العراقية، يحبون الأطفال...كل أطفال العراق والأمة ولولاهم لما رفعوا السلاح ولما قدموا التضحيات الجسام لما يزيد عن تسع سنين. إن الجندي الأمريكي أقدم على قتل الأطفال والصبية في العراق ويتجرأ على قتل قومه في أمريكا، ويرتكب الجرائم المروعة بدون أي وازع أخلاقي ولا قيم ولا دين. لكن المقاوم العراقي البطل كله سلام ومحبة وأخلاق عالية، كما تعبر عن ذلك الأدبيات الجهادية لجيش رجال الطريقة النقشبندية ولجبهة الجهاد والتحريروالخلاص الوطني. إن ما يعجبني في أشرطة جيش رجال الطريقة النقشبندية الأبطال هي هدوء واتزان وشجاعة وانضباط هؤلاء الرجال في مواقف محاطة بالمخاطر، وفي كثير من الأحيان في أرض مكشوفة وبالقرب من قواعد الاحتلال الصهيوأمريكي...وحتى أمام الطائرات العمودية الأمريكية المتطورة. ناهيك عن الكاميرات الظاهر منها والمخفي والطائرات المسيرة المزودة بالصواريخ والأقمار الصناعية والجواسيس. إنها المعجزة الإلهية. لقد قلت لأحد الإخوة العراقيين على السكايب: " إن بعض العراقيين – سامحهم الله- لا يدركون قيمة المقاومة الوطنية العراقية... إنها عظيمة إلى درجة لا توصف....". لقد أذلت أمريكا ودولا استعمارية أخرى..وتحدت التكنلوجيا المتطورة جدا...وآخرما توصل إليه الإنسان...وفي أرض منبسطة ومكشوفة، وبدون تلقي الدعم من الخارج.. إنها ملحمة متميزة في تاريخ البشرية... وحتى العدو يعترف بهذا....فكيف يوجد اليوم من العراقيين(بين قوسين) من يتجرأ على أن ينسب إليها التفجيرات الإجرامية التي تنفذها المليشيات العميلة وأجهزة المخابرات الأجنبية وفرق الموت؟ إن العراق الحضاري لا يمكن أن تحكمه الميشيات العميلة واللصوص وقطاع الطرق والجواسيس، وإنما يحكمه أبناؤه المخلصون الذين يحافظون على الوطن واحدا موحدا بلا فدرايات ولا طائفية ولا عرقية ولا تخلف. لقد كانت المقاومة الوطنية العراقية راقية جدا وذكية، وهي تسلك سلوكا ذكيا جدا، فجيش رجال الطريقة النقشبندية ومعه جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني أبى إلا أن يستهدف قواعد الاحتلال الأجنبي وجنوده وحدهم، مع أن هناك عراقيون كانوا يعملون لصالح العدو، وحاول الإعلام العربي العميل والاستعماري أن ينسب كل أعماله وأعمال عملائه وجواسيسة القذرة إلى المقاومة، ولكنه فشلا فشلا ذريعا.
لقد خرج البعثيون ومعهم أبطال المقاومة الوطنية العراقية منتصرين، وسوف يحققون النصر- إن شاء الله- على أذناب الاستعمار الغربي والتطرف العنصري الفارسي ويكنسون أرض سومر وبابل وآشور وعاصمة الحضارة العربية الإسلامية من الجواسيس والخونة وقوى النفاق والغدر والعنصرية الفارسية. إن السيارات المفخخة ضد المدنيين الآمنين، لن تديم كرسي العميل المالكي ورهطه وعصاباته وملشياته المجرمة إلى مدة طويلة، والعراقيون أكبر من أن يزج بهم في فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر... فلقد تلقوا ما يكفيهم من الدروس.
العالم يدرك جيدا أن استمرار ما تسمى العملية المخابراتية المقيتة التي يسمونها عملية سياسية إلى فترة أطول هو إهانة لشعب العراق ولتاريخ العراق ولأمجاده... ويجب أن تزول في أقرب وقت للتخلص من حكم الأجنبي والمليشيات العميلة واللصوص وفرق الميت، وأيتام الاحتلال الصهيوأمريكي الفارسي.
لقد انتفض الشعب العراقي ولا يزال ينتفض سلميا، وووجه بكل أنواع القمع ونكل به، وحورب إعلاميا وجرى التعتيم على صولاته كالعادة، لكنه عبر عن وجهه الحضاري الراقي. ما يميز الثورة الشعبية العراقية أنها نظيفة وطاهرة، وواضحة الأهداف والمرامي، ولا يوجد بين صفوفها طوابير مرتبطة بالمصالح الغربية الاستعمارية والفارسية العنصرية والمؤامرات المخابراتية. وهي مثال يحتذى به للثورة الشعبية العربية. إنها الوجه الآخر بكل ما تحمله من قيم خالدة للمقاومة الوطنية العراقية التي أذلت الامبراطورية الأوحد والأقوى. هذه الامبراطورية تحكمت لفترة وجيزة في مصير العالم، واستعبدت حكام العالم، وقادت جيوشهم إلى أرض العراق لتحقيق أهدافها الاستراتيجية لجعل القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا.
إن الثورة الشعبية العراقية مطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تصعد النضال، لقطع الطريق على كل متآمر وعلى كل زارع للفتنة الطائفية، وعلى كل حالم بالفدراليات والكراسي الملطخة بالدم، كما أن السيارات المفخخة والإبادة الجماعية للشعب العراقي لن تتوقف ما لم تفكك ما تسمى عملية سياسية ومعها عصابات النهب والإجرام والفساد المالي والأخلاقي والجهل والتخلف... العراق لن يحكمه الجهلة والدجالون، ومزورو الشهادات واللصوص، وملمعو أحذية الاحتلالين الصهيوأمريكي والصفوي العنصري. العراق سوف يحكمه أبطاله الأوفياء المخلصون الصادقون، وسوف يخرجونه من مستنقع الخيانة والعمالة ومن دكتاتورية الملشيات العميلة المتعطشة للدم والسلطة والمال.
لقد تعلمنا الكثير من جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ومن بينها، ومن أهمها،كيف نحقق النصر معتمدين على أمكانياتنا الذاتية، ونتطور باستمرار ونكتسح الساحة في هدوء وبلا ضجة، ولا ادعاء. وهوبالتأكيد ما أكده شيخ المجاهدين والرئيس الشرعي للعراق شيخ المجاهدين السيد عزت الدوري في الكوت جنوب بغداد. ومن بينها كيف نتحمل الطعنات في الظهر بثبات وصبر، دون أن نفقد سيطرتنا على أعصابنا ولا أن نكفر بمبادئنا. لقد انهالت الخناجر والطعنات على البعث والمقاومة الوطنية العراقية وقبلها على الدولة الوطنية من الأقربين في الجوار العربي، وزحف العدوان والغزو الغربي الاستعماري على بغداد من الأرض العربية، وتحمل العراقيون القصف الهمجي الصهيوأمريكي من الأرض العربية. حدث كل هذا، فهل في أدبيات المقاومة الوطنية العراقية ما يسيء إلى العرب أو إلى المسلمين؟ بالـتأكيد... لا...فرمز رجال الطريقة النقشبندية خريطة الوطن العربي، وفي أشرطتها الأسبوعية تذكير دائم بالأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية العرب، و بيانات البعث والمقاومة تؤكد بقوة على عروبة العراق والانتماء العربي الاسلامي. وكان من الممكن أن تقول المقاومة أننا سومريون أو آشوريون وبابليون للتنصل من الانتماء العربي...فتاريخ العراق حافل بالحضارات والأمجاد.... الجوار العربي- مع الأسف- قدم المآسي والدمار للعراقيين. أما وأن المقاومة الوطنية العراقية الكبيرة والمتشبعة بقيمنا العربية الإسلامية فكان لها موقف استراتيجي عقلاني مترفع عن الأحقاد والضغائن والمظلوميا ت والطائفية والعرقية. إنها القوة الوحيدة اليوم التي تقف متحدية كل الصعاب للدفاع عن عروبة ليس العراق فقط، بل والوطن العربي كله. إنها تحمل البذرة الحضارية لتوحيد العراق وإخراجنا – نحن العرب-من عصر التخلف والانحطاط والتبعية للأجنبي إلى عصر تقانة النانو والفمتو والبيكو والهندسة الوراثية وعلوم الأعصاب والحواسيب الذكية وغزو الفضاء.
ليعلم بعض العراقيين والعرب من الصم البكم العمي أنهم عاشوا عصرا حدثت فيه معجزة إلهية، تحدى فيها العراقيون الأبطال المحاصرين من رجال ونساء وأطفال المقاومة الوطنية أكبر وأقوى وأرذل إمبراطورية في تاريخ البشرية ومن معها من الأنظمة والإمبراطوريات والمنظمات الإقليمية والدولية الداعمة لها والمتورطة معها في الجريمة. لقد كان العدوان قويا وشرسا ومدمرا واستعمل العدو ما في جعبته من الأسلحة المدمرة لإسكات صوت المقاومة الوطنية العراقية، وكان ما خفي منها أخطر وأمر؛ فالبعث، على سبيل المثال، واجه حربا رهيبة، معلنة وغير معلنة لتحطيم معنويات البعثيين وتفكيك أوصال البعث.... إنها حرب الجواسيس والمخابرات والمال والضغوط والإغراءات والمساومات والتضليل الإعلامي وقبلها الإبادة والمثاقب والتجويع والتهجيروالتعذيب والأسر لتفكيكه إلى أجنحة واجتثاثة فكرا وعقيدة وتصفية مناضليه؛ لكنه بقي شديد التماسك كالجسد الواحد قويا بعقيدته وفكره، مجاهدا، وفوق ذلك ينمو ويزهو ويتطور ويكسب إلى صفوفه الشباب المجاهد في كل أرجاء العراق والوطن العربي. وها نحن نشهد نجاح البعث والمقاومة الوطنية العراقية في تحقيق النصر على الترسانة الصهيوأمريكية الاستعمارية وطرد الجنود الأمريكان صاغرين إلى ديارهم، يجرون أذيال الخيبة والهزيمة. والآن – نحن أمام الجولة الأخيرة من الحرب – ضد مخلفات الاحتلال الصهيوأ مريكي الصفوي وفرق موته وجيشه المتخفي في شكل حراس للسفارة والقنصليا ت الكثيرة والشركات الأمنية وعشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني المندس في المؤسسات الأمنية والعسكرية التي شكلها الاحتلال.
لهذا كله، دعوت : "حمودي" لتعلم الرجولة وأخته دعاء لتعلم البطولة والشهامة من جيش رجال الطريقة النقشبندية الأبطال. يجب عليهما أن يفهما أنهما عاشا عصرا تحققت فيه إحدى المعجزات الإلهية في أرض سومر وبابل وآشور وأرض سيدنا إبراهيم عليه السلام التي حكمها يوما الملائكة، وأنهم سوف يفتخرون أمام أجيال المستقبل بأنهم شاهدوا وهم صغار أشرطة المقاومة الوطنية العراقية. فتحياتي الخاصة لمجاهدينا الأبطال وأحبائنا في جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الذين رفعوا رؤوسنا عاليا، وهنيئا لهم ولنا- نحن العرب- على ما حققوه من نصر مبين. وعاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في العراق. وتغمد الله شهداءنا الأبرار بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنانه.
المواطن العربي: محمد زيدان
شبكة البصرة
السبت 13 صفر 1433 / 7 كانون الثاني 2012
قلت قاصدا جيش رجال الطريقة النقشبندية: "حمود ي.. تعالى لتتعلم الرجولة"
شبكة البصرة
محمد زيداناسمه أحمد، ويدعونه في البيت"حمودي" وهو في الحادية عشر من عمره. كنت في الصالون مع الأنترنات، بعد أن نزلت شريطا أحدث لجيش رجال الطريقة النقشبندية الأبطال، وشاهدته بتلهف كالعادة، وكررت مشاهدته لعدد من المرات، ناديت: "حمودي..حمودي... تعالى...تعالى...". تخلف بعض الوقت، فألححت عليه "حمودي تعالى...تعالى."، فأسرع إلي وهو يحمل صحن عشائه بيده،... ودعوته بإلحاح : إلى مشاهدة الشريط لتعلم الرجولة...قائلا: هذه هي الرجولة...إنظر إنها الرجولة، وليس غيرهم. أمرته بأن يضع الصحن جانبا، ويركز ذهنه على الرجال الشجعان الذين كانوا يحضرون أحد عشر صاروخا من نوع البينة المطور لرجم إحدى قواعد العدو الأمريكي شمال نينوى.
قلت له مشيرا إلى شعار الجيش: "ما هذا؟ أجاب : إنها خريطة العالم العربي. فقلت له مسنكرا:"..لا.... لا... إنها خريطة الوطن العربي".
"أنظر..إن هؤلاء الرجال أقرب إلى الملائكة....كان يجب أن أقول أنهم ملائكة الرحمن.. لقد قهروا أقوى دولة في تاريخ البشرية. لديها الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة، وكل الوسائل... لكنهم هزموها شر هزيمة. لم يتلقوا الدعم من أحد لكنهم هزموها وطردوها....
أنظر.. إنهم يلبسون ملابس عادية، فهذا يلبس سروالا رياضيا مثل الذي ألبسه، وذاك يلبس "سروالا عربيا" مثلما نسميه في الجزائر...لكنهم أقوياء جدا وأذكياء... الصواريخ صنعوها بأيديهم... لديهم علماء ومهندسون وتقنيون.إنهم لا يلبسون ملابس استعراضية كما يفعل غيرهم.... إنهم يدافعون عني وعنك". وبعد أن شاهد الشريط مرتين أو أكثر، لعله يتعلم الدرس جيدا من ملائكة الرحمن. قلت: "الآن..إذهب لتنهي طعامك.". ثم ناديت أخته الأصغرمنه: " دعاء...د عاء...تعالي...تعالي..". ردت بلهجة جزائرية: أنا جاية أبي."..أي أنا في طريقي إليك. ثم حضرت، فجعلتها مثل أخيها تشاهد الشريط وتسمع الأنشودة الجميلة والخفيفة. وقلت لها: إنهم ملائكة...إنها المقاومة العراقية...لقد طردوا الأشرارمن البلاد...وأظن أني قلت لها: أنهم سوف يطردون الخونة. وبعد أن شاهدته مرتين إنصرفت إلى حالها.
وأذكر أني كنت أدعوها لمشاهدة أشرطة جيش رجال الطريقة النقشبندية وقتما تتاح لي الفرصة، وأؤكد لها أن رجال المقاومة الوطنية العراقية يحبون الأطفال ويقدمون لهم الهدايا، والغريب في الأمر أنني عندما كنت أقابل بعض مجاهدي ثورة التحرير الجزائرية ممن أعرفهم كانوا يكرمونها بسخاء. وكنت أقدمهم لها بأنهم مجاهدون ورجال المقاومة وهم الذين طردوا الأشرار من بلادنا، ولولاهم لكان وضعنا سيئا للغاية.. وهي الحقيقة التي لا يذكرها البعض حاليا من أبناء الجزائر.
نعم إن رجال المقاومة الوطنية العراقية، يحبون الأطفال...كل أطفال العراق والأمة ولولاهم لما رفعوا السلاح ولما قدموا التضحيات الجسام لما يزيد عن تسع سنين. إن الجندي الأمريكي أقدم على قتل الأطفال والصبية في العراق ويتجرأ على قتل قومه في أمريكا، ويرتكب الجرائم المروعة بدون أي وازع أخلاقي ولا قيم ولا دين. لكن المقاوم العراقي البطل كله سلام ومحبة وأخلاق عالية، كما تعبر عن ذلك الأدبيات الجهادية لجيش رجال الطريقة النقشبندية ولجبهة الجهاد والتحريروالخلاص الوطني. إن ما يعجبني في أشرطة جيش رجال الطريقة النقشبندية الأبطال هي هدوء واتزان وشجاعة وانضباط هؤلاء الرجال في مواقف محاطة بالمخاطر، وفي كثير من الأحيان في أرض مكشوفة وبالقرب من قواعد الاحتلال الصهيوأمريكي...وحتى أمام الطائرات العمودية الأمريكية المتطورة. ناهيك عن الكاميرات الظاهر منها والمخفي والطائرات المسيرة المزودة بالصواريخ والأقمار الصناعية والجواسيس. إنها المعجزة الإلهية. لقد قلت لأحد الإخوة العراقيين على السكايب: " إن بعض العراقيين – سامحهم الله- لا يدركون قيمة المقاومة الوطنية العراقية... إنها عظيمة إلى درجة لا توصف....". لقد أذلت أمريكا ودولا استعمارية أخرى..وتحدت التكنلوجيا المتطورة جدا...وآخرما توصل إليه الإنسان...وفي أرض منبسطة ومكشوفة، وبدون تلقي الدعم من الخارج.. إنها ملحمة متميزة في تاريخ البشرية... وحتى العدو يعترف بهذا....فكيف يوجد اليوم من العراقيين(بين قوسين) من يتجرأ على أن ينسب إليها التفجيرات الإجرامية التي تنفذها المليشيات العميلة وأجهزة المخابرات الأجنبية وفرق الموت؟ إن العراق الحضاري لا يمكن أن تحكمه الميشيات العميلة واللصوص وقطاع الطرق والجواسيس، وإنما يحكمه أبناؤه المخلصون الذين يحافظون على الوطن واحدا موحدا بلا فدرايات ولا طائفية ولا عرقية ولا تخلف. لقد كانت المقاومة الوطنية العراقية راقية جدا وذكية، وهي تسلك سلوكا ذكيا جدا، فجيش رجال الطريقة النقشبندية ومعه جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني أبى إلا أن يستهدف قواعد الاحتلال الأجنبي وجنوده وحدهم، مع أن هناك عراقيون كانوا يعملون لصالح العدو، وحاول الإعلام العربي العميل والاستعماري أن ينسب كل أعماله وأعمال عملائه وجواسيسة القذرة إلى المقاومة، ولكنه فشلا فشلا ذريعا.
لقد خرج البعثيون ومعهم أبطال المقاومة الوطنية العراقية منتصرين، وسوف يحققون النصر- إن شاء الله- على أذناب الاستعمار الغربي والتطرف العنصري الفارسي ويكنسون أرض سومر وبابل وآشور وعاصمة الحضارة العربية الإسلامية من الجواسيس والخونة وقوى النفاق والغدر والعنصرية الفارسية. إن السيارات المفخخة ضد المدنيين الآمنين، لن تديم كرسي العميل المالكي ورهطه وعصاباته وملشياته المجرمة إلى مدة طويلة، والعراقيون أكبر من أن يزج بهم في فتنة طائفية لا تبقي ولا تذر... فلقد تلقوا ما يكفيهم من الدروس.
العالم يدرك جيدا أن استمرار ما تسمى العملية المخابراتية المقيتة التي يسمونها عملية سياسية إلى فترة أطول هو إهانة لشعب العراق ولتاريخ العراق ولأمجاده... ويجب أن تزول في أقرب وقت للتخلص من حكم الأجنبي والمليشيات العميلة واللصوص وفرق الميت، وأيتام الاحتلال الصهيوأمريكي الفارسي.
لقد انتفض الشعب العراقي ولا يزال ينتفض سلميا، وووجه بكل أنواع القمع ونكل به، وحورب إعلاميا وجرى التعتيم على صولاته كالعادة، لكنه عبر عن وجهه الحضاري الراقي. ما يميز الثورة الشعبية العراقية أنها نظيفة وطاهرة، وواضحة الأهداف والمرامي، ولا يوجد بين صفوفها طوابير مرتبطة بالمصالح الغربية الاستعمارية والفارسية العنصرية والمؤامرات المخابراتية. وهي مثال يحتذى به للثورة الشعبية العربية. إنها الوجه الآخر بكل ما تحمله من قيم خالدة للمقاومة الوطنية العراقية التي أذلت الامبراطورية الأوحد والأقوى. هذه الامبراطورية تحكمت لفترة وجيزة في مصير العالم، واستعبدت حكام العالم، وقادت جيوشهم إلى أرض العراق لتحقيق أهدافها الاستراتيجية لجعل القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا.
إن الثورة الشعبية العراقية مطالبة أكثر من أي وقت مضى أن تصعد النضال، لقطع الطريق على كل متآمر وعلى كل زارع للفتنة الطائفية، وعلى كل حالم بالفدراليات والكراسي الملطخة بالدم، كما أن السيارات المفخخة والإبادة الجماعية للشعب العراقي لن تتوقف ما لم تفكك ما تسمى عملية سياسية ومعها عصابات النهب والإجرام والفساد المالي والأخلاقي والجهل والتخلف... العراق لن يحكمه الجهلة والدجالون، ومزورو الشهادات واللصوص، وملمعو أحذية الاحتلالين الصهيوأمريكي والصفوي العنصري. العراق سوف يحكمه أبطاله الأوفياء المخلصون الصادقون، وسوف يخرجونه من مستنقع الخيانة والعمالة ومن دكتاتورية الملشيات العميلة المتعطشة للدم والسلطة والمال.
لقد تعلمنا الكثير من جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ومن بينها، ومن أهمها،كيف نحقق النصر معتمدين على أمكانياتنا الذاتية، ونتطور باستمرار ونكتسح الساحة في هدوء وبلا ضجة، ولا ادعاء. وهوبالتأكيد ما أكده شيخ المجاهدين والرئيس الشرعي للعراق شيخ المجاهدين السيد عزت الدوري في الكوت جنوب بغداد. ومن بينها كيف نتحمل الطعنات في الظهر بثبات وصبر، دون أن نفقد سيطرتنا على أعصابنا ولا أن نكفر بمبادئنا. لقد انهالت الخناجر والطعنات على البعث والمقاومة الوطنية العراقية وقبلها على الدولة الوطنية من الأقربين في الجوار العربي، وزحف العدوان والغزو الغربي الاستعماري على بغداد من الأرض العربية، وتحمل العراقيون القصف الهمجي الصهيوأمريكي من الأرض العربية. حدث كل هذا، فهل في أدبيات المقاومة الوطنية العراقية ما يسيء إلى العرب أو إلى المسلمين؟ بالـتأكيد... لا...فرمز رجال الطريقة النقشبندية خريطة الوطن العربي، وفي أشرطتها الأسبوعية تذكير دائم بالأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية العرب، و بيانات البعث والمقاومة تؤكد بقوة على عروبة العراق والانتماء العربي الاسلامي. وكان من الممكن أن تقول المقاومة أننا سومريون أو آشوريون وبابليون للتنصل من الانتماء العربي...فتاريخ العراق حافل بالحضارات والأمجاد.... الجوار العربي- مع الأسف- قدم المآسي والدمار للعراقيين. أما وأن المقاومة الوطنية العراقية الكبيرة والمتشبعة بقيمنا العربية الإسلامية فكان لها موقف استراتيجي عقلاني مترفع عن الأحقاد والضغائن والمظلوميا ت والطائفية والعرقية. إنها القوة الوحيدة اليوم التي تقف متحدية كل الصعاب للدفاع عن عروبة ليس العراق فقط، بل والوطن العربي كله. إنها تحمل البذرة الحضارية لتوحيد العراق وإخراجنا – نحن العرب-من عصر التخلف والانحطاط والتبعية للأجنبي إلى عصر تقانة النانو والفمتو والبيكو والهندسة الوراثية وعلوم الأعصاب والحواسيب الذكية وغزو الفضاء.
ليعلم بعض العراقيين والعرب من الصم البكم العمي أنهم عاشوا عصرا حدثت فيه معجزة إلهية، تحدى فيها العراقيون الأبطال المحاصرين من رجال ونساء وأطفال المقاومة الوطنية أكبر وأقوى وأرذل إمبراطورية في تاريخ البشرية ومن معها من الأنظمة والإمبراطوريات والمنظمات الإقليمية والدولية الداعمة لها والمتورطة معها في الجريمة. لقد كان العدوان قويا وشرسا ومدمرا واستعمل العدو ما في جعبته من الأسلحة المدمرة لإسكات صوت المقاومة الوطنية العراقية، وكان ما خفي منها أخطر وأمر؛ فالبعث، على سبيل المثال، واجه حربا رهيبة، معلنة وغير معلنة لتحطيم معنويات البعثيين وتفكيك أوصال البعث.... إنها حرب الجواسيس والمخابرات والمال والضغوط والإغراءات والمساومات والتضليل الإعلامي وقبلها الإبادة والمثاقب والتجويع والتهجيروالتعذيب والأسر لتفكيكه إلى أجنحة واجتثاثة فكرا وعقيدة وتصفية مناضليه؛ لكنه بقي شديد التماسك كالجسد الواحد قويا بعقيدته وفكره، مجاهدا، وفوق ذلك ينمو ويزهو ويتطور ويكسب إلى صفوفه الشباب المجاهد في كل أرجاء العراق والوطن العربي. وها نحن نشهد نجاح البعث والمقاومة الوطنية العراقية في تحقيق النصر على الترسانة الصهيوأمريكية الاستعمارية وطرد الجنود الأمريكان صاغرين إلى ديارهم، يجرون أذيال الخيبة والهزيمة. والآن – نحن أمام الجولة الأخيرة من الحرب – ضد مخلفات الاحتلال الصهيوأ مريكي الصفوي وفرق موته وجيشه المتخفي في شكل حراس للسفارة والقنصليا ت الكثيرة والشركات الأمنية وعشرات الآلاف من الحرس الثوري الإيراني المندس في المؤسسات الأمنية والعسكرية التي شكلها الاحتلال.
لهذا كله، دعوت : "حمودي" لتعلم الرجولة وأخته دعاء لتعلم البطولة والشهامة من جيش رجال الطريقة النقشبندية الأبطال. يجب عليهما أن يفهما أنهما عاشا عصرا تحققت فيه إحدى المعجزات الإلهية في أرض سومر وبابل وآشور وأرض سيدنا إبراهيم عليه السلام التي حكمها يوما الملائكة، وأنهم سوف يفتخرون أمام أجيال المستقبل بأنهم شاهدوا وهم صغار أشرطة المقاومة الوطنية العراقية. فتحياتي الخاصة لمجاهدينا الأبطال وأحبائنا في جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني الذين رفعوا رؤوسنا عاليا، وهنيئا لهم ولنا- نحن العرب- على ما حققوه من نصر مبين. وعاشت المقاومة الوطنية العراقية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا في العراق. وتغمد الله شهداءنا الأبرار بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جنانه.
المواطن العربي: محمد زيدان
شبكة البصرة
السبت 13 صفر 1433 / 7 كانون الثاني 2012